تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > فهمي عنبة > ثورة مصرية ..  غيرت العالم !!

ثورة مصرية ..  غيرت العالم !!

•• ماذا يعرف شبابنا عن ثورة يوليو .. وماذا بقى منها للأجيال ؟! .

للأسف .. لا توجد إجابة واحدة يمكن ان تحصل عليها : فإذا التقيت عدداً من الشباب فسيعطيك كل واحد منهم رأياً وفقاً لثقافته وتعليمه وطبقته الاجتماعية .. فأبناء القرى سيمتدحون الثورة التى أنصفت الفلاح ومثلهم من عاشوا فى مناطق صناعية وجــاءوا من أسر يعولها الـعـمـال .. أمـا أبـنـاء «الــــذوات» وخريجو المــدارس والجامعات الأجنبية فبالتأكيد ستسمع منهم انتقاداً شديداً يصل إلى حد الهجوم .. وكذلك من تضررت عائلاتهم من الثورة ومن قــرارات التأميم وتحديد الملكية الزراعية .. وهـذا الاختلاف له أسبابه وأهمها عدم كتابة التاريخ بموضوعية و كذلك تعرض ثـورة يوليو وقادتها خاصة جمال عبدالناصر لحملات تشويه ممنهجة من أشخاص وجماعات داخلية و من دول و مخابرات أجنبية !! . 
فمن الضرورى بعد مرور ٧١ عاماً على ثورة يوليو ؛ تشكيل لجنة محايدة من كبار المؤرخين وأساتذة الجامعة المتخصصين لكتابة تاريخها بتجرد وموضوعية وشفافية اعتماداً على الوثائق الحقيقية وعلى شهادات من عاصروها من خلال كتاباتهم ومذكراتهم .. والأهـــم مـن خــلال الـوثـائـق الـتـى تـفـرج عنها الــدول الأجنبية التى كانت تؤيد الثورة أو تعاديها.. وذلك حتى تتعرف الأجيال على الحقيقة وتعلم سلبيات وايجابيات التجربة للاستفادة منها فى بناء المستقبل !! .

منذ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨.. تسارعت الأحــداث فى مصر.. وزادت مقاومة شباب الجامعات والمثقفين .. إلى جانب ظهور حركة الضباط الأحرار فى الجيش الذين ملأتهم المـرارة من الهزيمة ثم جاء حريق القاهرة فى ٢٦ يناير ١٩٥٢.. وبدأت مؤشرات على حتمية حدوث شىء كبير.. ولكن لم يكن هناك من يريد تصديق ان الشعب الذى عدد سكانه ١٨ مليوناً غالبيتهم من الفلاحين يستطيع ان يفعل شيئاً.. وكان الملك فى قصره يستمع لحاشيته التى تطمئنه بأن الجيش تحت السيطرة وان الشارع محكوم بالحديد والنار من البوليس السياسى .. وكانت سفارة الاحتلال الانجليزى بمخابراتها على ثقة بأنها تحكم قبضتها على البلد.. أما الأحزاب فمشغولة بالوصول للسلطة حيث انه منذ حريق القاهرة فى ٢٦ يناير وحتى ٢٣ يوليو ١٩٥٢ تغيرت ٥ حكومات آخرها برئاسة نجيب الهلالى التى لم تستمر سوى ١٨ ساعة فقط !! .

قام الجيش بحركته التى سرعان ما حولها الشعب إلى ثورة بتأييده لها ومنحها الشرعية والحماية للتخلص من الاستعمار الانجليزى الذى احتل مصر ونهب ثرواتها لما يقارب من ٧٤ عاماً منذ ثورة عرابى التى انتهت بالخيانة وتواطؤ الخديوى توفيق مع الانجليز  .. ومنذ ان أعلن قادة الثورة من الضباط الأحرار المبادئ الست تلاقت مع أحلام الجماهير فالملايين كانوا يريدون القضاء على الاستعمار وعلى الاقطاع وعلى سيطرة رأس المال على الحكم .. ويعيشون على أمل إقامة عدالة اجتماعية وجيش مصرى قوى وحياة ديمقراطية سليمة خالية من فساد الأحزاب .. فماذا تحقق من هذه المبادئ والأهداف ؟! .

كانت البداية بالقضاء على الاقطاع فبعد أقل من شهر ونصف الشهر على قيام الثورة وبالتحديد يوم ٩ سبتمبر ١٩٥٢ « وهو نفس يوم ثورة أحمد عرابى » تم اصدار قانون الإصلاح الزراعى وتحديد الملكية وتوزيع ٥ فدادين على العديد من الفلاحين الذين تحولوا إلى ملاك فى غمضة عين بعد ان كانوا أُجراء عند الباشوات والاقطاعيين الذين كان بعضهم يعاملونهم « بالسخرة » .. وبالطبع كان هناك باشوات أصحاب قلوب رحيمة ولا يعاملون من يعملون فى أراضيهم إلا بالخير .. ولكن للأمانة فإن الغالبية من الاقطاعيين كانوا من أصحاب « الوسية » وكأنهم يمتلكون الأرض ومن عليها من البشر .. المهم ان يوم ٩ سبتمبر أصبح عيداً للفلاح !! .

فى عام ١٩٥٣ تم إعلان الجمهورية وانهاء الملكية ثم فى العام التالى تم إنهاء الاحتلال بتوقيع معاهدة الجلاء وبعدها رحل آخر جندى بريطانى عن أرض مصر فى ١٨ يونيو ١٩٥٦ الذى أصبح عيد الجلاء !! .

يعتبر تحقيق العدالة الاجتماعية أكبر وأهم انجازات يوليو فقد أصبح الكل « سواسية » وأصبح التعليم مجانياً بحق والتحق أبناء الشعب بالمدارس الحكومية مع الأغنياء فقد كــان لا يـدخـل المـــدارس الخاصة ســوى الراسبين والفاشلين .. وتخرجت أجيال جاء منها الـوزراء والسفراء والأطباء والمهندسون والقضاة والصحفيوُن ولم تعد توجد وظائف حكراً على طبقة أو فئة أو يحرم منها الفقراء وألغيت الألقاب فلا يوجد « باشا ولا بيه » .. وما جعل المؤرخون يسمون انقلاب الضباط الاحرار بالثورة هو تغيرت التركيبة الاجتماعية بالكامل من مجتمع النصف فى المائة الى تحالف قوى  الشعب العاملة وتغير النظام السياسى من الملكية الى الجمهورية !! .

كما اهتمت الـثـورة بالبسطاء خاصة العمال الذين دخلوا مجالس ادارات الشركات والمؤسسات والمصانع .. وكان لهم مع الفلاحين نصف مقاعد البرلمان والاتحاد الاشتراكى « الحزب الوحيد » وهم يعتبرون هذه الفترة هى العصر الذهبى لهم الـــذى نـالـوا فيه حقوقهم مـن تأمينات اجتماعية وتأمين صحى وهو ما لم ولن يحصلوا عليه منذ الانفتاح الاقتصادى وبعده برنامج الخصخصة . 

لم تكن ثورة يوليو نقطة تحول فى تاريخ مصر فقط .. ولكن تأثيرها تخطى الـحـدود إلـى محيطها الاقليمى والافـريـقـى بـل والـدولـى مـن خـلال مساندتها لثورات التحرر من الاستعمار بكل أشكاله وفـى كل مكان .. ثم بمساهمة مصر فى تأسيس حركة عدم الانحياز مع الهند ويوغوسلافيا .. وأهم ما فعلته انها أيقظت الحلم العربى من المحيط إلى الخليج ورسخت القومية العربية .. كما جعلت دول افريقيا وآسيا والعالم الثالث تحلم بالحرية والسيطرة على ثرواتها والاتـحـاد فى مواجهة القوى العظمي !! .

لم يكن الضباط الأحــرار الذين خرجوا يوم ٢٣ يوليو ، يحملون معهم عصا موسى ولا مصباح عـلاء الـديـن .. ولكنهم مجموعة من الشباب كانوا يحلمون بالحرية والكرامة واستقلال قرار الوطن .. ورفض التدخل الأجنبى وهيمنة الاستعمار على مقدرات الشعوب .. لهم حسنات وايجابيات وعليهم سلبيات وأخطاء .. وعلى من يتصدى لتجربة الثورة بالنقد ان يحاكمهم بمعطيات عصرهم منذ ٧١ عاماً مع الأخذ فى الاعتبار المتغيرات والظروف والعلاقات والتحديات الداخلية والاقليمية والدولية التى كانوا يتعاملون معها ويتحركون خلالها !! .

لا نريد ان نظلم الـثـورة ولا تجربة عبدالناصر ولا ان نحملها فوق ما تحتمل ..  فمن يحكمون على هذه الفترة بأهوائهم سواء من المؤيدين أو المعارضين لم ينصفوه .. لذلك علينا ان نـدرس التاريخ ونستخرج العبر من أجل الأجيال وبناء المستقبل فهذا هو الهدف من البحث وقراءة التاريخ والعودة إلى صفحاته !! .
******
طقاطيق

•• مازالت منظومة التعليم تحتاج إلى تطوير وعمل كبير ومجهود شاق للوصول إلى خريج قادر على المساهمة فى بناء الوطن خاصة بعد ان صدمتنا نسبة النجاح فى سنة أولى بكلية طب أسيوط التى بلغت ٤٠ ٪ فقط .. مما يعنى ان ٦٠ ٪ من طلابها الذين كانوا أوائل الثانوية العامة رسبوا فى أول امتحان عندما
التحقوا بالجامعة !! 
لابـد من دراســة أسباب تراجع المتفوقين فى الثانوية ومعرفة هل أجبرهم أهلهم على دخـول كليات القمة دون رغبتهم .. أم انهم لم يتأقلموا مع الحياة الجامعية وطبيعة الدراسة بها.. أم انهم لم يكونوا عباقرة وحصلوا على درجات كبيرة فى الثانوية نتيجة حفظ الإجابات النموذجية التى توزعها عليهم «السناتر» .. أم انه الغش وتسريب بعض الأسئلة عن طريق « شاومينج » ؟! .
****
•• إلى متى يظل لبنان بلا رئيس .. ألم يحن الوقت لكى تقوم القوى السياسية المختلفة بتحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والطائفية والاتفاق على اسم رئيس توافقى يرضى جميع الأطراف وينقذ البلاد من هذا «الشغور» الـذى يـؤدى إلى خسارة الجميع ومعاناة الشعب وربما ضياع الوطن وتقسيمه ؟!. 
****
•• مر أكثر من ١٠٠ يـوم على حـرب « قابيل وهابيل » فى السودان ولا يبدو لها نهاية .. والشعب هو الضحية .. ولأسف لا يوجد « زول واحـد » من القوات المتقاتلة على استعداد للتخلى عن مطامعه الشخصية لتجنيب المواطنين ويلات الحرب الأهلية وابعاد شبح التقسيم عن البلاد .. مما جعل كافة محاولات الصلح ووقف اطلاق النار تضيع فى الهواء !! .
****
•• مــاذا سيفعل الرئيس الأمريكى بايدن بعد اقـرار الكنيست الإسرائيلى لقانون يعتدى على سلطات القضاء ويقلص صلاحيات المحكمة العليا فى اسـرائـيـل .. وهل سيقف عاجزاً عن التحرك أمام مشاهد قمع المتظاهرين اليهود الذين خرجوا احتجاجاً على حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة التى أصرت على اقرار القانون بأغلبية ضئيلة رغم إرادة الإسرائيليينن .. لو حدث كل ذلك فى أى دولة أخرى فى العالم لسعت الولايات المتحدة مع حلفائها على استصدار قـرار من مجلس الأمـن الدولى بمعاقبة هـذه الـدولـة وفــرض حصار اقتصادى عليها وتجميد أرصدتها وتحويل مسئوليها إلى المحكمة الدولية خاصة وان إسرائيل دولة دينية وبها أكثر من حزب دينى متشدد معترف به وهو الأمر غير المسحوح به لأى دولة أخرى خاصة اذا كانت دولة اسلامية ؟! .

  •  

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية